الخميس 08-05-2025

نحو توهج الذاكرة الجماعية

×

رسالة الخطأ

د. فيحاء قاسم عبد الهادي

نحو توهج الذاكرة الجماعية
بقلم: د. فيحاء قاسم عبد الهادي

سررت لتفاعل القراء، إثر نشر مقالتي، بعنوان "نساء مقدسيات في الذاكرة الشعبية الجماعية"، حيث أضافت التعقيبات التي وردتني، - والتي استضيف بعضها ضمن "مساحة للحوار" -، بعض أسماء لنساء، شاركن في العمل السياسي، منذ الثلاثينيات، ولم يرد ذكرهن ضمن كتب التاريخ المدوَّن، أو أرشيفات التاريخ الشفوي.
برزت أسماء ثلاث نساء، لعبن دوراً متميزاً في إضراب 1936، وهن: "سكيبة دعنا"، و"مؤمنة مسودة"، و"أم محمد الغزاوية"، كما برز اسم "نجاة الحسيني"، و"برت معلوف"/ اللبنانية الفلسطينية، التي لعبت دوراً نضالياً نسوياً متميزاً، في بيت لحم، قبل النكبة وبعدها، ثم اسم "إليزابيث ناصر"، التي وصفتها الرائدة "هند الحسيني"، بأنها كانت مدرسة للعمل الاجتماعي.
كما ثمَّنت رسائل أخرى، الأبحاث التي وثَّقت للمشاركة السياسية للنساء الفلسطينيات، والدراسات التي ركزت على النضال المنسي للمرأة الفلسطينية القروية.
وهذا ما يجعلني أؤكِّد أهمية استكمال مشروع توثيق الذاكرة الفلسطينية، ليصبح مشروعاً وطنياً واسعاً، تتبناه شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني.

*****
"سيظل من الصعب إنصاف المرأة الفلسطينية، ودورها في مسيرة النضال الفلسطيني الحافل والطويل. لكن أضيف الى ما جرى ذكره من الأسماء، أسماء ثلاث نساء، لعبن دوراً مميزاً في إضراب العام 1936، وهن: "سكيبة دعنا"، و"مؤمنة مسودة"، و"أم محمد الغزاوية". على مدى الإضراب الذي امتد ستة شهور، كن ينطلقن كل صباح، كنساء محجبات، يجبن أسواق القدس، يحملن هراوات تحت أغطيتهن المحافظة، ويحرسن الإضراب من ضعاف النفوس، ولو تطلب الأمر أن ينهلن على من يحاول فتح حانوته ضربا بهراواتهن. لقد أنجزن هذا الجزء المهم من المعركة بامتياز، وتواضع، شأن الكثيرات من بنات هذا الشعب العظيم".
ابن القدس/ نعيم الأشهب

*****
"برت معلوف"، اللبنانية الفلسطينية، الرائدة، الغائبة عن المرويات، في الإصدارات الحديثة".
أسامة العيسة/ بيت لحم

*****
"ورقة عمل رائعة... جميل جدا التركيز على دور المرأة الفلسطينية المدنية والقروية ونضالها، منذ أن انبثق النضال فيها، وحتى يومنا هذا. لقد أهدر هذا الحق لسنوات طويلة، مع العلم أن المرأة الفلسطينية حملت السلاح، وقاتلت بشجاعة الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، كما فعلت ذلك في فلسطين، مدفوعة بجرأتها وشجاعتها، الذي أوصلتها لتفجير نفسها، وهذا أصعب وأقسى أنواع التضحية.
أسعدني أن تذكر الرائدة "سلمى الحسيني"، دور المناضلة "وجيهة الحسيني"، زوجة الشهيد الحي "عبد القادر الحسيني"، وهنا أريد أن أذكر دور زوجة الشهيد "فيصل الحسيني"، "أم عبد القادر"، التي أذكرها بكل حب وتقدير، عندما كنت أعمل في القدس، في مركز المعلومات الفلسطيني لحقوق الإنسان، وهو أحد مؤسسات جمعية الدراسات العربية، التي أسَّسها "فيصل الحسيني".
كان بيت الشرق مغلقا بالشمع الأحمر، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فأصبح بيته على صغر حجمه، هو مركز عمله ومقابلاته، كنت أذهب اليه كلما احتجت استشارته بأمر ما يخص المركز، وكان دائماً بشوشاً، وكنت أنتظر دوري للقائه، وأتجاذب الحديث مع زوجه الرائعة الصبورة، التي تحملت كل الضغط في بيتها وعلى أطفالها، من المراجعين والزوار الرسميين ببشاشة منقطعة النظير، وكانت تعد الطعام للكثير ممن يأتي من أماكن بعيدة لمقابلة زوجها، الذي كان يدير بصبر وتحدي شؤون بيت الشرق، لفترة طويلة، من بيته.
تحية لها، ورحم الله الشهيد المناضل الفذ "فيصل الحسيني"، الذي كانت فلسطين مسعاه، ونصرة شعبه وأرضه ووطنه قضيته الأولى".
نوال حلاوة/ كندا

*****
"شكراً على إبراز دور المرأة المقدسية، وذكر أسماء لم نكن نعلم عنها، كان عيباً ذكر اسم المرأة. وما زال كذلك، في بعض الأوساط، فعندما تتوفى سيدة، النعي في كثير من الأحيان لا يبيَّن اسمها، عدا أنها زوجة فلان وهي أم فلان. الى متى هذا الاستهتار في شخصية المرأة؟!
وأما الشق الثاني الذي رغبت في لفت نظرك له، غياب اسم العمة "إليزابيث ناصر"، في العمل في القدس، بعد 1948.
كانت صديقة حميمة للأخت "زليخة الشهابي"، وللأخت "هند الحسيني"، وكانت على هيئة الاتحاد النسائي، وعلى هيئة دار الطفل، وعندما توفيت، ما زالت كلمات الست "هند حسيني" ترن في أذني عندما قالت: إنها كانت مدرسة للعمل الاجتماعي. بالإضافة لكونها أول سيدة شغلت منصب مديرة دائرة الشؤون الاجتماعية في القدس، حوالي العام 1949.
لقد تركت إرثا في القدس اسمه: روضة الزهور، إذ إنها قامت في العام 1952، بمبادرة لم يكن متعارفا عليها، ألا وهي تأسيس دار للفتيات المشردات، واللواتي يكسبن لقمة العيش من خلال
ظاهرة التسول، ويشهد لها المجتمع المقدسي أنها لعبت دورا رئيسا في وضع حد لهذه الظاهرة، حيث أمنت للفتيات حياة كريمة، بتوفير ملاذ آمن، وأكسبتهن مهارات تساعدهن على العمل في مؤسسات، أو ليصبحن زوجات صالحات. وتدريجياً بعد العام 1967 ونظرا لاحتياج القدس إلى مدارس وطنية، ورغبة الأهالي في توفير تعليم رسمي لبناتهن، تطورت المؤسسة تدريجياً لتصبح مدرسة ابتدائية مختلطة، مع قسم لرياض الأطفال، ما زالت تقدم تعليماً مميزاً لأطفال القدس". سامية خوري/ القدس.

انشر المقال على: