
استعدادات المقدسيين لاستقبال آلاف الوافدين الى الأقصى تبلغ ذروتها
القدس تبدو مُحرّرة من الاحتلال بشهر رمضان..!
القدس 7-7-2013
وصلت استعدادات المقدسيين ومؤسساتهم المختلفة لاستقبال آلاف الوافدين الى المسجد الأقصى المبارك ذروتها عشية بدء شهر رمضان الفضيل، بعد أن اكتست البلدة القديمة والمدينة وأزقتها وأحيائها وشوارعها وطرقاتها وأسواقها التاريخية حلّتها وزينتها الخاصة، فضلاً عن استعدادات لوجستية، وأخرى شبابية وصحية وكشفية، بالإضافة الى استعدادات دائرة الأوقاف الضخمة لهذه المناسبة.
ورغم كل محاولات الاحتلال وعصابات المستوطنين لتدنيس حرمة الاقصى من خلال الاقتحامات المتتالية، وتضييقات قوات الاحتلال على المصلين، إلا أن مدينة القدس والمسجد الأقصى يبدوان مُحرّران من الاحتلال في هذا الشهر الفضيل بفعل تدفّق آلاف المُصلين على المسجد الأقصى للتعبد وما يُصاحب ذلك من حملات تسوق تسودها حالة شرائية واسعة للغاية تنتعش فيها أسواق المدينة الأسيرة.
وكانت دائرة الأوقاف الاسلامية-التي تشرف على ادارة المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية-استعدت مبكراً لهذه المناسبة، ودفعت بالمزيد من المظلات الضخمة الواقية من حرارة الشمس اللافحة.
ويقول مدير عام الاوقاف الشيخ عزام الخطيب التميمي، إن التحضيرات جاءت على أكثر من مسار منها الدينية والصحية والتنظيمية، مبينا أن الجانب الديني حظي ببرنامج لتكثيف الدروس الدينية بالأقصى بالاستعانة مع علماء ومشايخ مؤهلين لتعليم الناس وتثقيفهم وتقديم الاستفتاءات لهم فيما بخص الصيام والزكاة والصدقات.
وقال ان صلاة التراويح كانت بحاجة لتنسيق مع مجموعة أئمة، كذلك ومجموعات تنظيمية تؤمّن تحركات المواطنين.
ولفت الى التنسيق مع العديد من مؤسسات الاسعاف الأولي والصحية العاملة في مدينة القدس ومنها: الهلال الأحمر، وجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية التي وفرت (9) سيارات إسعاف تحت تصرف الأوقاف، وجمعية المسعفين العرب، وإسعاف برج القلق، إضافة لـ (300) عنصر للإسعاف من أطباء ومسعفين وممرضين، فضلاً عن وجود ثلاث عيادات طبية تابعة للمركز الصحي العربي داخل المسجد الأقصى.
وفي الجانب التنظيمي، نسّقت دائرة الاوقاف مع جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية كما كل عام، للقيام بمهامها لخدمة المصلين والصائمين في شهر رمضان في الاقصى المبارك وداخل أسوار القدس افي البلدة القديمة، بالتعاون مع العديد من المؤسسات والهيئات العاملة داخل المسجد الاقصى.
وقالت الجمعية انها ستوظف ما يزيد عن 700 متطوعٍ من عناصر الكشافة للإشراف على أمن وسلامة آلاف المصلين في المسجد الأقصى.
وأوضحت جمعية الكشافة بأنها ستصدر نشرات وبوسترات توعوية توضح دور الكشافة وتبين التعليمات المرجو اتباعها من قبل الصائمين، فضلاً عن تنظيمها لقاءات تدريبية خاصة بالكشافين المتطوعين لتدريبهم على مهامهم وأساليب التعامل وإدارة الازمات في المواقف الصعبة، وتوفر الزي الكشفي خاص بالكشافة اداخل الأقصى وكذلك أدوات الإسعاف الاولي ومواد طبية، وتوفير عبوات مياه للرش تساعد في التخفيف من شدة الحر للصائمين.
وفي السياق ذاته، أنهت العديد من المؤسسات والجمعيات المقدسية استعداداتها لتقديم آلاف الوجبات الخاصة لإفطار الصائمين الوافدين للأقصى بالتنسيق مع الأوقاف، فضلاً عن الوجبات اليومية الساخنة التي تقدمها الأوقاف الاسلامية من خلال "تكية خاصكي سلطان" قرب بوابات الاقصى للصائمين من أهل البلدة القديمة.
وأوضح الشيخ الخطيب أن المؤسسات والجمعيات الخيرية نسّقت مع الأوقاف لتحديد أماكن توزيع الوجبات والإشراف على الوجبات التي تخضع لمراقبة كاملة فضلاً عن تحديد طبيعتها.
وأشار إلى التعاقد الذي أبرمته الأوقاف مع شركة نظافة للحفاظ على طهارة المكان ونظافته في ظل التواجد المكثف للمواطنين به خلال الشهر الكريم.
وتستعد مؤسسات عاملة في الداخل الفلسطيني على قدمٍ وساق لهذه المناسبة وتتركز استعداداتها في توفير عشرات الحافلات لنقل المصلين من مختلف التجمعات السكانية الى القدس عبر مسيرة "البيارق"، بالإضافة الى توفير آلاف وجبات الافطار والسحور عبر مؤسسة الأقصى وتنفيذ برنامج تثقيفي وآخر دعوي طيلة أيام الشهر عبر عشرات الدروس العامة والفقهية للرجال والنساء داخل وحول المسجد الأقصى تقوم عليه مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات.
أمّا لجان الأحياء في البلدة القديمة فاختتمت استعداداتها بتزيين مختلف الشوارع والطرقات والأزقة والأسواق المُفضية الى المسجد الاقصى بأحبال الزينة المُضيئة والفوانيس الرمضانية ولافتات الترحيب، بالإضافة الى تمديد نوافير لرذاذ المياه في مختلف شوارع البلدة للتخفيف من حرارة الشمس ولتلطيف الأجواء على الصائمين، في حين استعد تجار المدينة للشهر الفضيل بشكل غير طبيعي، وركزوا على السلع الخاصة التي تتميز بها المدينة المقدسة والتي يقبل عليها الوافدون وفي مقدمتها الكعك المقدسي بالسمسم والعصائر المختلفة والحلويات وخاصة القطايف وغيرها.