الأربعاء 14-05-2025

هل امتناع المقاومة عن الرد يمهد لوحدة القرار في السلم والحرب؟

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

هل امتناع المقاومة عن الرد يمهد لوحدة القرار في السلم والحرب؟

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
في الوقت الذي يستعد فيه الفلسطينيين لجني ثمار المرحلة الأولى من اتفاق المصالحة بتسليم معابر قطاع غزة لحكومة الوفاق الوطني، استهدفت إسرائيل نفق بداخله قيادات وعناصر من المقاومة الفلسطينية في مسعى لدفع المقاومة لرد يخلط الأوراق على الساحة؟ فهل حقاً كانت إسرائيل تعلم بوجود النفق؟ وهل يُؤشر امتناع المقاومة عن الرد أن الفصائل سترفع شعار وحدة قرار السلم والحرب خلال المرحلة المقبلة؟

استهدف النفق... ومبالغة الاحتلال

يقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله بشأن حديث المصادر الإسرائيلية عن علمها بوجود النفق ووضعه تحت المراقبة إن "الرواية الإسرائيلية لا يجب أخذها كما هي وبخاصة الأمنية، لأنه من المبالغة الحديث عن علم إسرائيل بالنفق وصمتها، لكنها ربما تكون قد أدركت وجوده قبل أيام وساعات من استهدافه".

وأضاف في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أنه ليس بالضرورة أنها استخدمت وسائل تكنولوجية لوصولها لمعلومات بشأن النفق، وإنما ربما اعتمدت على مراقبة أفراد أو طائراتها الاستطلاعية، وأن الأمر بحاجة لمراقبة من حركة الجهاد الإسلامي حتى تصل لحقيقة ما حدث.

بدوره يرى المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي أن "الحادثة لم تأتي صدفة ولم تبدأ بالأمس وتنتهي اليوم، وإنما الأمر جزء من الحرب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بغض النظر كان النفق معروفاً لديها أو غير معروف".

وشدد في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء" على أن الاحتلال استغل حقيقة أن النفق ضُرب داخل الأراضي الإسرائيلية وليس داخل قطاع غزة، الأمر الذي يًنزع مسوغات رد المقاومة الفلسطينية.

من جهته أكد المحلل السياسي حسن عبدو أن "إسرائيل قامت بهذا العمل بشكل مدروس، عكس ما تًدعيه أنها بصدد عملاً دفاعياً محكماً لم تقصد به إيقاع هذا الكم الكبير من الشهداء".

وشدد على أن إسرائيل أعدت كميناً سياسياً وأمنياً محكماً كي يستفيد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، ومن أجل خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية .

امتناع الرد... وقرار السلم والحرب

وفيما يتعلق بأهداف الاستهداف وبخاصة بتزامنه مع المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق المصالحة أكد عبدو، أن "إسرائيل كانت تعول على رد الجهاد الإسلامي وبخاصة أنها تعلم أن جناحها العسكري سرايا القدس ترد دائماً وبشكل سريع على جرائم الاحتلال دون حساب الثمن".

وأضاف أنها تريد أن تصبح الحركة في مواجهة مع الإرادة المصرية الضامن لاتفاق المصالحة ومع إرادة حركتي فتح وحماس، كي تقنع الإدارة الأمريكية بتغيير موقفها الداعم للمصالحة والذي يرمي لتغيير واقع قطاع غزة المتأزم.

ونوه في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، إلى أنه بانتهاء المرحلة الأولى من المصالحة بتسليم معابر قطاع غزة الرئيسية غداً، يعني أن الولاية القانونية والسياسية ستصبح للسلطة الوطنية الفلسطينية ولحكومة الوفاق الوطني كي تشمل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة، الأمر الذي لا ترغب به إسرائيل كونها تعتبر الانفصال مكسب استراتيجي حققته من استمرار الانقسام.

ومن جهته يؤكد النعامي أنه لو رد الفلسطينيون على الاستهداف سوف يؤثر على جهود المصالحة، لأنه سيؤدي إلى مواجهة كبيرة ويعطي الإسرائيليين مسوغاً لضرب قطاع غزة بشكل أكبر.

من جهته أكد عطالله، أن إسرائيل بضربها النفق تستهدف جهود المصالحة بشكل مباشر أو غير مباشر، وأنه لو كان الرد الفلسطيني مندفعاً على الاستهداف الإسرائيلي سيمس جهود المصالحة.

وأضاف أن سيؤدي إلى حدوث انشقاق في جدار المصالحة الذي لم يكتمل بناؤها بعد، وضرب لأهم أركانها وهو قرار السلم والحرب.

ضرب المصالحة... مكسب إسرائيلي

وفيما يتعلق باحتمالية رفع الفصائل الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة شعار وحًدة السلم والحرب يعتقد عطالله أن "الفصائل في الطريق إلى ذلك، وأن محادثة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح بالأمس تعزز ذلك".

وأضاف أنه ربما في إطار حملة المصالحة الوطنية تتوسع دائرة المشاورات وصولاً إلى أن يكون قرار السلم والحرب جماعي.

من جهته يختلف عبدو ما سابقه ويؤكد أن "الحديث بأن قرار السلم والحرب ليس بيد الفصائل يعد قلباً للحقائق، وإنما بيد الاحتلال الذي يقرر الحرب ويصعدها، أما الفصائل فكانت في حالة دفاع عن النفس". على حد قوله

وشدد على أن الفصائل تمتلك من الوعي والقدرة على ضبط النفس بما لا يحقق المصالح الإسرائيلية، منوهاً إلى أنه خلال الحروب السابقة كانت ترد دوماً بإجماع وطني.

ونوه إلى أن حركة الجهاد اتخذت قرار الرد، ولكن تبقى المسألة في التوقيت كي يتناسب مع حجم الجريمة بقدر يوقع الإيذاء بالإسرائيليين.

من جهته يرى النعامي أن "الصورة مركبة باستغلال إسرائيل استهداف قيادات المقاومة داخل الأراضي الإسرائيلية وليس داخل قطاع غزة، الأمر الذي يحرم المقاومة من الرد بغض النظر عن الخسائر التي حدثت صفوفها.

وقد هاتف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رمضان شلح آمين عام حركة الجهاد الإسلامي حيث أعرب عن التضامن الكامل مع الاخوة في حركة الجهاد الإسلامي والوقوف إلى جانبهم في هذه المحطة المهمة منوها إلى أن ارتقاء الشهداء من كتائب القسام وسرايا القدس هو تأكيد على وحدة الطريق والهدف والمصير وصولا الى تحقيق النصر والتحرير.

واستعرض القائدان خطورة وتداعيات الجريمة الصهيونية وأهداف الاحتلال من ورائها في محاولة لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية.

انشر المقال على: