الأربعاء 30-04-2025

هل تتفكك ايران على اساس قومي؟

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

هل تتفكك ايران على اساس قومي؟

لندن – – نشر موقع "بازتاب" المقرب من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني تقريرا تحت عنوان "أفغنة الجمهورية الاسلامية وتفكيك ايران: الاحلام التي تراودهم ويريدون تنفيذها ضدنا" جاء فيه: "في هذه الاوضاع التي تمر بلادنا خلالها باحدى مراحلها التاريخية الدقيقة، يبدي بعض السلطات والمسؤولين اللامبالاة وهم منشغلون بالاعيب طفولية من اجل الوصول الى اكبر قدر من السلطة والهجوم على منافسيهم في الداخل.
تدل المكانة الجيوسياسية والاستراتيجية التي تحتلها إيران على أن مستقبل البلاد معرض لتهديدات عديدة. وفي الوقت الذي يبدو فيه ان الأمور تتجه نحو الاستقرار والهدوء، هناك تحركات زاحفة من قبل المنافسين الإقليميين لإستغلال عملية تضاؤل مكانة إيران في المنطقة من أجل التخلص من إيران المقتدرة".
ويرى التقرير إن الإجماع الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني والذي يُتابع في شقه السياسي بشكل مفاوضات نووية بين إيران ومجموعة 5+1، ليس إلا ذريعة لمواجهة إيران. ومن المؤكد ان الامر لن يبقى محصورا على الملف النووي، وسيتم استخدام أوراق أخرى في هذه اللعبة، في حال تعليق إيران تخصيب اليورانيوم. ويضيف التقرير: "يتعامل بعض المسؤولين المنخرطين في لعبة الانتخابات الرئاسية المقبلة بقدر كبير من اللامبالاة مع هذا التهديد للأسف، وكأنهم غير حريصين على مصير البلاد والأخطار التي تهدد الكيان الإيراني وأن مسؤوليتهم وواجبهم يقتصران فقط على الترشح للانتخابات وانتزاع السلطة من المنافسين أو الاحتفاظ بها.
ويزداد احتمال تنفيذ المشروعين الأميركي والبريطاني بشأن إيران يوما بعد يوم وسيصبح أكثر جدية بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

يقوم المشروع الأميركي على أساس أفغنة إيران أي تحويل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى نموذج يحاكي النظام الأفغاني الحالي بهدف إقامة سلطة مركزية لا تتمتع بالقوة وتتلخص مهامها على ضبط الأوضاع الداخلية، ومنع القوات الإيرانية من إثارة القلاقل وضرب الاستقرار الاقليمي والدولي على حد تعبيرهم.
ووفقا لهذا السيناريو سيواجه هذا النظام الذي سيصبح وفق هذا المنطق نظاما علمانيا غير معارض للدين، اضطرابات داخلية لعقود من الزمن لن يكون بمقدوره فعليا خلالها ان يلعب دوره كقوة إقليمية ودولية، وبهذا السيناريو ستودع إيران فرصتها كي تصبح قوة إقليمية في طويل الامد.
سيكون المشروع الأميركي أفضل بكثير من المؤامرة التي تحيكها المملكة المتحدة ضد إيران والهادفة إلى تفكيكها على أساس قومي إلى أربع مناطق أي موطن القوميات الأربع غير الفارسية، حيث العرب في جنوب البلاد، والأتراك في الشمال الغربي والأكراد في الغرب والبلوش في الجنوب الشرقي لإيران. إن فرصة تطبيق هذه الخطة من الجنوب حيث العرب والشمال الغربي حيث الأتراك واردة وسيتم تنفيذها لأن هذا المشروع يحظى بدعم من الدول العربية وتركيا وجمهورية أذربيجان.
يحظى المشروع البريطاني بمعارضة أميركية للأسباب الأمنية التي ترافق عملية التفكيك وإسقاط السلطة المركزية في إيران، غير أن اللوبي البريطاني القوي والدعم العربي المالي يمكن ان يضعفا معارضة الولايات المتحدة لهذا السيناريو القائم على تفكيك إيران ويؤديا إلى زيادة احتمال تطبيقه على أرض الواقع.
اويتعين على المسؤولين أن يولوا في الظروف الراهنة اهتماما لمواجهة التهديدات الخارجية بدلا من الصراع على السلطة والمعارك الانتخابية وأن يحاولوا القيام بإجراءات تبعد شبح هذه التهديدات عن البلاد. ومن هذه الاجراءات يمكن ان نشير الى عملية تحسين مؤشرات الديموقراطية، وزيادة معدل الرفاه العام، والحد من نسبة الاستياء الشعبي، وتحويل التهديدات الأمنية إلى مواضيع سياسية، والحد من تعميق الفجوة بين النخبة والسلطة، وعدم تجاهل مطالب القوميات غير الفارسية، وعدم إثارة التوتر والصراع والسجال في البلاد".

انشر المقال على: