
حركة كفاح في الداخل الفلسطينيّ: لا للعدوان الغاشم والحرب الإجراميّة على الشعب اليمنيّ الشقيق وأمريكا هي أم الإرهاب والنظام العربيّ الرسميّ سجلّ انحدارًا جديدًا
أصدرت حركة (كفاح)، الحركة الوطنيّة داخل ما يُطلق عليه الخط الأخضر، في الداخل الفلسطينيّ، أصدرت بيانًا حول العدوان السافر على اليمن، وممّا جاء في البيان: أنّ شعوب الأمّة العربيّة التي اكتشفت فجأةً أنّ للأنظمة الحاكمة جيوش وأساطيل وقوات جوية وقدرة على التنسيق العسكري الموحد، كانت لتنتظر هذا الحدث منذ أكثر من سبعة عقود، ولكن انتظرته ليكون في ساحة أخرى، وموجه نحو أعداء الأمّة، وليس ضدّ الشعب اليمنيّ الشقيق.
وتابع البيان: أبناء شعبنا في كل مكان، إنّ عدوان الأنظمة الحاكمة المتأمركة على اليمن الشقيق، والذي جاء بقرار وتنسيق أمريكيّ واضح ووقح، لهو انحدار جديد في سياسة النظام العربيّ الرسميّ، فاجأ حتى أكثر المتشائمين من هذا النظام، هذه الأنظمة التي أقرّت في كل قممها أنّ المفاوضات والسلام هو خيارها الاستراتيجيّ والوحيد مع إسرائيل، أسقطت هذا الخيار مع اليمن وأقرّت وبسرعة البرق أنّ الحرب والعدوان هو خيارها الوحيد ضدّ الشعب اليمنيّ، وأنّ هذا النظام الذي اقرّ بعض أركانه بوصفهم لأنفسهم في إحدى قممهم بالنعاج أمام إسرائيل، لا يخجل بأنْ يسـتأسد على شعب منكوب كالشعب اليمنيّ.
وأردف البيان قائلاً: ووجّه نحو اليمن وشعبه عدوان بربري يُنفذ بأيدي جيوش عربيّة ولكن بقرار أمريكيّ، وجريمة اليمن الكبرى التي يُعاقب عليها هي أنّه قرر إخراج نفسه من دائرة النفوذ والهيمنة الأمريكيّة، التي خضع لها لعقود عبر وسطاء أمريكا في المنطقة، والتي لم يجنِ منها الشعب اليمني سوى النكبات المتتالية والويلات، فالإمبراطورية الأمريكيّة وحليفتها إسرائيل وأتباعهما من أنظمة وكيانات وشبه كيانات تصر وتعمل على أن تبقى المنطقة بأسرها تحت الهيمنة الأمريكية والسيطرة الاستعمارية على كل ثروات ومقدرات شعوب المنطقة، شدّدّ البيان.
وبرأي بيان حركة (كفاح) فإنّ الاستعمار الأمريكيّ لا يتردد بشنّ الحروب المباشرة وغير المباشرة في سبيل ترسيخ هذه السيطرة واستمرارية ضمان أمن إسرائيل وتكريس حكم أتباعه، وتختلف الذرائع من حرب لحرب ولكن تبقى الدوافع نفس الدوافع، فتارة تشن الحروب باسم تحقيق الديمقراطيّة، وتارة باسم محاربة الإرهاب وتارة باسم الحفاظ على أمن دول المنطقة. ولفت البيان إلى أنّ أمريكا هي اكبر عدو وعائق أمام الديمقراطية الحقيقية في المنطقة، وأمريكا هي أم الإرهاب وأكبر مصنع ومصدر له، وأمريكا هي أكبر خطر على أمن دول المنطقة، وليس مثال ليبيا ببعيد وليس مثال سوريا والعراق ببعيد. وأوضح البيان: إننّا كأبناء للشعب العربي الفلسطينيّ، لا ننسى الوقفات التاريخّية للشعب اليمنيّ مع فلسطين، ولا ننسى الدّم اليمنيّ الذي امتزج مع الدّم الفلسطيني في مختلف معارك الثورة الفلسطينية، وإننّا في حركة كفاح نرى أنّ ما يجري في اليمن هو صراع سياسيّ بين مشروعين: مشروع التغيير والتحرر والاستقلال، ومشروع التبعية والهيمنة والإذلال. وهو ليس صراعا مناطقيًا ولا مذهبيًا، وعليه نؤكد ما يلي: أولاً، نؤكّد على تضامننا الكامل مع الشعب اليمنيّ الشقيق وقواه الثورية الذي يتعرض لعدوان غاشم.
ثانيًا، ندعو للوقف الفوري لهذا العدوان وحقن دماء العرب من يمنيين وغير يمنيين، ثالثًا، نؤكّد على موقفنا الداعي للحفاظ على استقلال اليمن ووحدته وعروبته وكيف لا وهو منبت العرب ومنشئ دولهم الأولى. رابعًا، إنّ الحلّ في اليمن لا يأتي ألّا من خلال التوافق والحوار الوطنيّ على قاعدة أنّ اليمن لجميع اليمنيين، ولا غالب ولا مغلوب، وتحت سقف اليمن الموحّد، وليس تحت أيّ سقف استعماريّ. وجاء أيضًا في البيان: كما نعود ونؤكّد على أنّ الاستعمار والاحتلال هو العدو المركزيّ للعرب ولقضيتهم المركزية فلسطين، وأنّ محاولات الأنظمة التبعيّة المتكررة استبدال هذا العدو بعدوٍ افتراضيٍّ مستخدمةً الغول الطائفي المقيت، سيفشل كما فشل سابقًا، وستنكشف هذه المخططات ولو بعد حين، وستبقى فلسطين هي بوصلة الشعوب العربيّة مهما حاولت أنظمة الردة حرفها، حسبما ذكر. وخلُص البيان إلى القول: ليسقط الاستعمار الأمريكيّ وأذنابه، ولتسقط أحلاف الشر والدمار، ولتسقط الفتنة وأبواقا، والتحية كل التحية لكل قوى المقاومة في كل بقاع وطننا العربي وفي العالم أجمع.