الاثنين 19-05-2025

الاحتلال حوّل القدس الى ساحة حرب وكأنه يعيد احتلالها مجددا

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

الاحتلال حوّل القدس الى ساحة حرب وكأنه يعيد احتلالها مجددا

وصف مراقبون محليون اجراءات الاحتلال غير المسبوقة في القدس اليوم بأنها هستيرية وتعكس مدى تخبط الجانب السياسي والأمني في الكيان، في الوقت الذي ردّ فيه المقدسيون على اعلان الاحتلال عن قبضته الحديدية في المدينة بتصعيد حدة انتفاضتهم العفوية والممتدة منذ عدة شهور وسط اشتباكات ومواجهات تخللها اصابات واعتقالات.
وكانت قيادة الاحتلال السياسية والأمنية اتخذت المزيد من إجراءاتها التعسفية في مدينة القدس رداً على حادثة الدهس التي تمت قبل يومين واستُشهد على اثرها الشاب المقدسي عبد الرحمن الشلودي، وأذعنت لأصوات غلاة المتطرفين في الأحزاب الصهيونية، وأكدت على لسان رئيس وزرائها نتنياهو ومن حوله في قيادة الكيان خاصة وزير الأمن الداخلي بأنهم سيعملون كل ما بوسعهم للقضاء على انتفاضة الحجارة في القدس، وشرعت منذ منتصف الليلة الماضية في ترجمة هذه الاعلانات من خلال منع آلاف المواطنين من الوصول الى القدس القديمة وأداء صلاة الجمعة برحاب المسجد الاقصى الذي خضع لحصار عسكري مشدد، وتحليق أربع مروحيات في سماء القدس، وإطلاق ثلاث بالونات اختبار: واحد في حي شعفاط، والثاني في بيت حنينا، والثالث في سماء سلوان لمراقبة انتفاضة المقدسيين لتسهيل المهام الميدانية واعتقال المزيد من الفتيان والأطفال المقدسيين، فضلاً عن اغلاق العديد من مداخل الأحياء والبلدات المقدسية وفي مقدمتها بلدتي العيسوية وسلوان، وتسيير دوريات عسكرية ونصب المزيد من الحواجز والمتاريس في محتلف شوارع وطرقات المدينة المقدسة.
ودفعت قوات الاحتلال بعشرات العناصر من وحدة المستعربين والتي تمكنت من القاء القبض على عدد من الفتيان والأطفال المقدسيين خاصة في العيسوية.
واضطر آلاف المواطنين أداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال.
ولم ينتظر أطفال وفتيان القدس طويلاً حتى استأنفوا اشتباكاتهم ومواجهاتهم مع قوات الاحتلال، واضطرت الأخيرة لدفع المزيد من التعزيزات من عناصر وحداتها الخاصة والمستعربة لقمع المواجهات في العيسوية وسط المدينة التي خضعت لحصار عسكري مشدد بعد اغلاق مدخلها الرئيسي، وامتدت المواجهات من محيط المدخل الشمالي للبلدة الى كافة أحياء وحارات العيسوية، استخدمت خلالها قوات الاحتلال بشكل مكثف وعشوائي عشرات القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع، والصوتية الحارقة والتي تسببت بإحراق أحد منازل البلدة بعد اشتعال ألسنة النيران فيها، وتم في نهاية الأمر السيطرة على الحريق بدون خسائر بشرية ووسط خسائر مادية شاملة، في ما رد الشبان بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة، والمفرقعات النارية، وأشعلوا اطارات السيارات في الشوارع والطرقات الرئيسية لعرقلة تقدم قوات الاحتلال.
كما نجح المستعربون من قوات الاحتلال في التغلغل بين صفوف المقدسيين المنتفضين بالعيسوية والانقضاض على بعضهم واعتقالهم بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، في حين أعلنت شرطة الاحتلال عن إصابة أربعة جنود بحجارة الشبان.
وكانت مواجهات اندلعت في حيي واد الجوز والصوانة قرب أسوار القدس، هاجم خلالها الشبان دوريات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وشهدت سلوان بكافة أحيائها وحاراتها مواجهات عنيفة جدا ما زالت متواصلة حتى كتابة الخبر، وتركزت في حي بطن الهوى، هاجم خلالها الشبان البؤر الاستيطانية والمنازل التي تم الاستيلاء عليها مؤخرا واستوطنتها عائلات يهودية.
ووصلت الى المنطقة تعزيزات عسكرية اضافية وشرعت بإطلاق المزيد من الرصاص المطاطي والقنابل الغازية السامة المدمعة والصوتية الحارقة، اصيب خلالها عدد من الشبان واعتقل عدد آخر.
ورغم تخصيص وحدة جديدة من شرطة الاحتلال الخاصة للحفاظ على أمن القطار الخفيف، ورغم كل وسائل الحماية التي وفرها الاحتلال له وللمسافرين به من خلال نشر دوريات شرطية وإطلاق منطاد للمراقبة في سماء الحي، إلا أن الشبان نجحوا مرة أخرى في مهاجمته بالحجارة من جديد وتسببوا بحالات فزع للمستوطنين بداخله.
كما شهد مخيم شعفاط وسط المدينة، والأحياء الواقعة جنوب شرق القدس المحتلة، بالإضافة الى بلدتي عناتا والرام شمال القدس المحتلة مواجهات وُصفت بالشديدة، لم يبلغ خلالها عن اصابات مباشرة.
وأغلقت قوات الاحتلال الحاجز العسكري المقام قرب قرية جبع شمال شرق القدس المحتلة عدة ساعات دون أسباب، مّا تسبب بازدحامات واختناقات مرورية امتدت من مدخل بلدة الرام وحتى قرية حزما.
وتجددت مساء اليوم المواجهات في القدس وشملت معظم انحاء المدينة وسط المزيد من الاصابات والاعتقالات.

انشر المقال على: